خطاب توفيق زيّاد في الكنيست – شهر نيسان 1978
- areej62
- 24 سبتمبر 2021
- 3 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 22 أغسطس 2023
حول وضع الجماهير العربيه – بحث مقدم من كتلة الجبهه الديمقراطيه للسلام والمساواه
قبل أيام احيى السكان العرب الذكرى السنويه الثانيه ليوم الأرض (30 آذار 1976 ) وأزيح الستار عن النصب التذكاري للشهداء السته الذين سقطوا صرعى رصاص الجيش والشرطه في عملية عسكرية تعيسه استهدفت قمع الأضراب العام الذي أعلن احتجاجا على أوامر مصادرة الأرض العربيه. وكان الأضراب جزء من الدفاع عن الحقوق القوميه المشروعه للمواطنين العرب الذين يكافحون من أجل الحياه في مساواه قوميه تامّه.
في أعقاب يوم الأرض 1976 كتب وقيل الكثير حول وضع المواطنين وحول سياسة التمييز القومي التي هم فريسه لها منذ قيام الدوله.
الشعور العام لدى الجميع انه لا يمكن استمرار هذه السياسه, وعلى رأسها مصادرة الأرض ونقلها من ايدي أصحابها العرب...وأن هنالك حاجه ملحه لتغييرها....وبأن شيئا ما يجب أن يصنع لأجراء تغيير جذري في معاملة المواطنين العرب. ولكن, للأسف الشديد, هذا الشيء لم يجرِ, والذي شاهدناه هو تصعيد في تلك السياسه وتشديدها أكثر. هذه السياسه اشتدت في السنه الأخيره بدخول الليكود في الحكم في أعقاب الإنتخابات الأخيره.
البرنامج التأسيسي للحكومه :
حقيقة هي ان الخطوط الأساسيه لحكومة الليكود تتجاهل كليا وجود أكثر من نصف مليون مواطن عربي في البلاد, وان لهم قضاياهم ومشاكلهم الخاصه كشعب مضطهد.
هنا توجد قضيه خطيره, قضية العلاقات بين شعبي دوله واحده, ومستقبل هذه العلاقات, هذا أمر غير مفهوم وهو استخفاف خطير بحقوق هذا الجمهور, الأمر الذي اثار قلقا كبيرا عند الجماهير العربيه وكل من يهمه التفاهم والتعاون اليهودي العربي في البلاد, هنالك شعور عام ان الحكومه الجديده ليس لها ما تقترحه اتجاه السكان العرب غير القبضه وقوة الذراع.
نحن المواطنين العرب لا نبكي على أيام المعراخ التي ذهبت ولكن الوضع يتعقد أكثر... حيث كنا شهوداً على اجراءات اضطهاديه خطيره ضد السكان العرب والقرى العربيه خلال السنه الماضيه.
فقط أيام معدوده بعد انتصار الليكود شعر عدد من ضباط الشرطه الكبار انه قد آن الأوان للحصول على يد حرّه في اجراءات قمعيه ضد المواطنين العرب... حيث تعرضت عدة قرى لأعمال اضطهاديه قمعيه واسعة النطاق ( مثل باقه الغربيه وجت وغيرها )... اعتقالات تعسفيه في الطيبه وتقديم الطلاب لمحكمه عسكريه... توسيع نطاق هدم البيوت كما جرى في كفر كنا واكسال والنقب وأماكن أخرى.... العمليات ضد عرب النقب ونقل مواشيهم بصوره مقصوده, هذا التصعيد وصل قمته في ما حدث في مجد الكروم, هدم البيت والقتل.
لقوات الشرطه والجيش انضم الحرس الأخضر للجنرال اريك شارون وزير الزراعه, وحماة الطبيعه للجنرال أبراهم يافه, كل شيء يجري بمجب روح وثيقة كينغ العنصريه, يضاف لهذا روح تصريح الوزير شارون عن العرب "الغرباء" الذين "يستولون على أراضي الدوله".
تصعيد هذه السياسه ادى عناصر عنصريّه مدنيّه للقيام بأعمال فاشيّه ضد المواطنين العرب, مثل هجوم سكان مسلحين من (نافيه يامين ) على قرية جلجوليه, هجوم سكان من "بتحا" قرب اوفيكيم حوالي 200 شخص على بيت المواطن محمد ريّاني وحرق بيته بهدف الإستيلاء على أرضه, على الرغم من وجود قرار في محكمة العدل العليا, كذلك الإعتداء على إجتماع طلاب جامعة حيفا العرب قبل أيّام.
مشاكل الجماهير العربيه معروفه وهي اليوم تتعقد أكثر نتيجه لهذه السياسه
. نهب الأرض العربيه المستمر كان وما زال أكثر تلك القضايا حده.
. على نفس الأراضي التي صودرت "لأهداف التطوير" تقام المستوطنات اليهوديه الصغيره والتي تملك أراض واسعه.
. استمرار سياسة تهويد الجليل العنصريّه.
. معدل الملكيه للفرد في القريه العربيه كان 16 دونم قبل سنة 1948, واليوم أقل من نصف دونم.
. الزراعه العربيه تلاشت تقريبا.
. لا أرض لإقامة أي مشروع تطوير بسيط.
التفجر السكاني :
في المدن والقرى العربيه تفجر سكاني وأزمة مساكن حاده بسبب النقص في الأرض ومسطحات البناء المحدوده جدا.. ووزارة الإسكان تتجاهل هذا الأمر ولا تقوم بالبناء, وتشتد مشكلة المساكن للأزواج الشابه.
التعليم :
هناك نقص خطير في أبنية المدارس, حيث ان النقص في غرف الدراسه قبل خمس سنوات كان 3000 غرفه أما اليوم 5000 غرفه... وبدل التغلب على المشكله تقوم الحكومه بتعميقها.
ان صرخة الجماهير العربيه : الأرض, المسكن, المدرسه – صرخه مشروعه ومؤلمه جدا.
مستوى الخدمات العامّه في القرى العربيه :
مستوى متدهور ومأساوي والسبب : الميزانيات الهزيله للسلطات المحليه العربيه, كل القرى العربيه كبرت وتضاعف عدد سكانها عدة مرّات ولكن بدون خدمات, حيث ان الميزانيّه العاديه للقريه العربيه 10% من ميزانية المستوطنه اليهوديه, أما الميزانيات غير العاديه ( التطوير ) معدومه تقريباً بالنسبه للقرى العربيه, والهدف الوحيد لهذه السنه تجميد القرى العربيه ومنعها من التطور.
ان التصعيد الجديد في سياسة التمييز والاضطهاد القومي لن ينفع في قمع الجماهير العربيه ولن ينجح في تحقيق غرضها, لأن هذه السياسه أفلست...ولا يمكن مواصلتها.
يجب مواجهة الحقيقه والإعتراف بها:
هنالك نصف مليون عربي في البلاد, لهم وضعيه قوميه لشعب, لهم حقوق قوميه يجب احترامها وعلى رأسها حق الحياه والتطور على أرضه وفي وطنه... حق احترام كرامته وثقافته القوميه... الحق في الأرض والمسكن والمدرسه والمصنع والتطور العصري.
أمام هذه السياسه العنصريه, قوّت الجماهير العربيه وحدتها الرائعه وكفاحها الشجاع, اليوم هي تقف وقفة رجل واحد. هذه الوحده هي ضروره لأن كفاحها هو من أجل وجودها القومي وحقها في المساواه التامه.
هذا الكفاح هو المنتصر لأنه كفاح عادل.
تعليقات